اللقاء الافتراضي بمناسبة مرور 45 عاماً على إبرام العلاقات بين الولايات المتحدة المكسيكية ودولة قطر

في الثلاثين من شهر يونيو لهذا العام تصادف الذكرى الخامسة والأربعين لإبرام العلاقات الثنائية بين دولة قطر والولايات المتحدة المكسيكية، وبهذه المناسبة دعت سفارة دولة قطر في المكسيك إلى جلسة حوارية عبر تقنية فيسبوك و زووم الافتراضية.

الجلسة الحوارية ضمت كلاً من نائبة وزير الخارجية في المكسيك السيدة مارتا دلغادو، سعادة السفير محمد بن جاسم الكواري سفير دولة قطر في المكسيك، سعادة السفيرة غراسيلا غوميز سفيرة المكسيك في دولة قطر، النائب سيرخيو بيريز عضو مجلس النواب المكسيكي ورئيس مجموعة الصداقة بين قطر والمكسيك، السينادورة كورا بينيدا عضوة مجلس الشيوخ ورئيسة لجنة العلاقات الخارجية آسيا وأفريقيا، والسيدة جميلة توما رئيسة غرفة الصناعة والتجارة العربية المكسيكة. اللقاء تمت إدارته من قبل الدكتور أماوري غارسيا مدير مركز الدراسات لآسيا وأفريقيا في معهد مكسيكو.

افتتح اللقاء الدكتور غارسيا مرحباً ومقدماً جميع المشاركين. كما قام سيادته بقراءة بعض الكلمات الذهبية مما جاء في خطاب سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني "قطر، نظرة أمة 2030".

الكلمة الافتتاحية كانت لسعادة نائبة وزير الخارجية التي ابتدأت بالشكر الجزيل لسعادة السفير الكواري لدعوته لهذا اللقاء ولجهوده الحثيثة في تعزيز العلاقات بين كلا البلدين التي، وعلى التوازي، تشهد دعماً كبيراً من قبل سعادة وزير الخارجية مارسيلو إبراد والحكومة المكسيكية الحالية.

كما نوهت سعادتها إلى الاتصال الهاتفي التي تم اجراؤه اليوم بين وزير الخارجية المكسيكي وسعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لإبرام العلاقات الثنائية بين البدين. وكان من الملفت إشارتها، ولعدة مرات خلال خطابها، أن المكسيك تعتبر دولة قطر شريكاً استراتيجياً في العديد من الأصعدة الاقتصادية، التربوية والسياسية. في المجال الاقتصادي نوهت سعادتها إلى أن حجم التبادل التجاري بين البدلين حقق نمواً العام الماضي بمقدار 60% بالمقارنة مع سابقه واصلاً إلى 111 مليون دولار أمريكي.

كما لم يغب عن خطاب سعادة نائبة الوزير الإشارة إلى كمية المساعدات الهائلة التي تقدمها دولة قطر إلى عدد كبير من دول العالم والتي تجاوزت الثلاثين مليون دولار على شكل مساعدات عينية أو طبية لمكافحة وباء كوفيد-19

في هذا السياق عينه، وخلال كلمة سعادة السفير الكواري، قام سعادته بزف البشرى السارة بالمساعدة الطبية التي ستقدمها دولة قطر للمكسيك بقيمة 200 ألف دولار أمريكي لمكافحة وباء كوفيد 19، مشيراً بدوره إلى أن الاتصال الهاتفي اليوم بين وزيري الخارجية يشير إلى الاهتمام الكبير من قبل الجهات الحكومية في كلا البلدين بالعلاقات الثنائي وتطويرها.

في السياق التاريخي، تحدث سعادته بإيجاز مسلطاً الضوء على الأحداث التاريخية الهامة التي ترصّع فسيفساء العلاقات الثنائية بين البلدين، بدءاً بإبرام العلاقات الأولية بين البلدين ووصولاً إلى الزيارات الرسمية التي تبادلها كل من سمو الأمر ورئيس الولايات المتحدة المكسيكية. ولعل أكثر الكلمات تاُثيراً في خطاب سعادته كان إشارته إلى جهود دولة قطر الحثيثة لبناء السلام في العالم وحماية حقوق الإنسان في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها العالم.

مسلطةً الضوء على النواحي التاريخية للعلاقات الثنائية بين البلدين، تحدثت أيضاً سعادة السفيرة غوميز مستعرضة أهم النقاط التي عاشتها السفارة المكسيكية في دولة قطر والجالية المكسيكية هناك خلال السنوات الأربع والخمسين الماضية. كما وانهت سعادتا كلمتها شاكرةً كل جهود سفارة دولة قطر في المكسيك ممثلة بشخص سعادة السفير الكواري واصفةً إياه بالأخ والصديق.

تأكيداً منها لأهمية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تحدث سعادة السيدة كورا بينيدا عضوة مجلس الشيوخ، إلى أن زيارة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دولة المكسيك عام 2016 فتحت أطراً جديدة للعاقات الثنائية بين البلدين. وكنموذج لأطر التعاون الاقتصادي بين البلدين أشارت سعادتها إلى أهمية الاتفاق الذي عقد مع دولة قطر في مجال الخدمات الجوية والذي صودق عليه من قبل مجلس الشيوخ المكسيكي في نوفمبر 2018. كما وأكدت سعادتها أن الخطة التي وضعها سمو الأمير، قطر نظرة وطنية 2030، ساهمت بوضع دولة قطر في المراكز الأولى في العالم في النواحي الاقتصادية، التربوية، الاجتماعية والبيئية.

كانت لسعادة النائب سيرخيو بيريز مشاكرة مميزة في هذا الجلسة الحوارية، فقد أشار سعادته إلى فخره الكبير بكونه رئيساً لمجموعة الصداقة بين دولة قطر والمكسيك، مستعرضاً النجاحات الكبيرة التي حققتها العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية. أكد سعادته ان دولة قطر تعتبر شريكاً هامة للمكسيك في مجال الغاز الطبيعي واستيراد وتصدير محركات السيارات وأجهزة التبريد، فقد تجاوز حجم التبادل 260 مليون دولاراً أمريكياً. أنهى سعادة النائب كلمته مؤكداً أنه، ومن موقعه في مجلس النواب، سيتابع العمل الحثيث بالتنسيق مع البعثات الدبلوماسية في كلا البلدين لوضع أطر التنسيق التي يمكن أن تتبعها الأجيال القادمة لتتابع العلاقات الثنائية ازدهارها.

الخطاب الأخير في هذا اللقاء كان للسيدة جميلة توما رئيسة غرفة الصناعة والتجارة العربية المكسيكية التي بدورها أكدت أنها، ومن خلال موقعها في غرفة التجارة والصناعة، تشهد على حجم نمو التبادل الاقتصادي بين البلدين، مشيرة إلى أن أحد أهم الأدلة على التعاون والتفاهم بين البلدية كان شحنة لحوم البقر الحلال الأولى من نوعها 100% مكسيكية المصدر عام 2016، مؤكدة أن غرفة الصناعة والتجارة العربية المكسيكية ستتابع جهودها الحثيثة، كما كانت تفعل خلال سنوات وجودها الثلاث والعشرين، لدعم وترسيخ هذا النوذج المثالي من العلاقات الثنائية.

في نهاية اللقاء تم استعراض عدد من الأسئلة التي وردت من المتابعين، كان أهمها سؤال وجه إلى سعادة السفير الكواري حول استعدادات دولة قطر للمونديال 2022، حيث تحدث سعادته بإسهاب مستعرضاً الانجازات الكبيرة والجهود الحثيثة التي تقوم بها السلطات القطرية مؤكداً أن المونديال قطر 2022 سيكون بطولة مميزة وعلامة في تاريخ كرة القدم.

في إجابات على اسئلة أخرى وجهت إلى سعادة نائبة الوزير دلغادو، وسعادة السفيرة غوميز، حول زيارة سعادة نائبة الوزير السابقة إلى دولة قطر وحول دول المرأة من وجهة نظر السفيرة غوميز باعتبارها السفيرة المكسيكية الأولى كمرأة في دولة قطر. أكدت سعادتاهما أن المرأة تلعب دوراً ريادياً وملحوظاً في المجتمع العربي عموماً والقطري خصوصاً، ملفتيين إلى الاحترام الشديد الذي حظيتا وتحظيان به من قبل المجتمع القطري.

اللقاء تم بثه عبر صفحة فيسبوك لسفارة دولة قطر في المكسيك، وعبر وسائل إعلام متعددة ومرموقة في المكسيك بالإضافة لصفحات جامعية ودبلوماسية أخرى.